استراتيجية حل المشكلات
ان التفكير الانسانى ينمو من خلال تفاعل الانسان مع مفردات البيئة لمواجهة المشكلات الحياتية سواء فى المواقف المخطط لها أم المواقف
العشوائية وكذلك يتميز الانسان بقدرته على طرح بدائل عديدة لمواجهة مشكلاته .
وعموما تظهر المشكلات حينما يحاول الفرد منا تحقيق هدف معين حيث يواجه بعض الصعوبات التى تحول دون تحقيق هدفه لذلك فان الهدف
من التعليم هو تنمية قدرة الفرد على مواجهة ما يقابله من مشكلات حياتية
تعتبر استراتيجية حل المشكلات من الاستراتيجيات التي برزت في الآونة الأخيرة لما لها من أهمية في إثارة تفكير الطالب وتعويده على الأسلوب العلمي في حل أي مشكلة تواجهه سواءً داخل المدرسة أو خارجها .
تعريفها :
ويمكن تعريف هذه الاستراتيجية على أنها الطريقة التي يستخدمها الطالب أو الفرد للتغلب على عائق يواجهه
وذلك للوصول إلى الحل المطلوب من خلال استخدام بعض الخطوات المتتالية .
أنواع المشكلات :
حصر ريتمان أنواع المشكلات في خمسة أنواع ، استنادا إلى درجة وضوح المعطيات والأهداف :
1 ـ مشكلات تحدد فيها المعطيات والأهداف بوضوح تام .
2 ـ مشكلات توضح فيها المعطيات ، والأهداف غير محددة بوضوح .
3 ـ مشكلات أهدافها محدد وواضحة ، ومعطياتها غير واضحة .
4 ـ مشكلات تفتقر إلى وضوح الأهداف والمعطيات .
5 ـ مشكلات لها إجابة صحيحة ، ولكن الإجراءات اللازمة للانتقال من الوضع القائم إلى الوضع النهائي غير واضحة ، وتعرف بمشكلات الاستبصار
ويصنف المتخصصون طريقة حل المشكلات في تناولها للموضوعات والقضايا المطروحة على الأفراد / التلاميذ إلى طريقتين قد تتفقان في بعض العناصر ولكن تختلفان في كثير منها هما :
1 ـ طريقة حل المشكلات بالأسلوب العادي الاتفاقي أو النمطي . convergent
وطريقة حل المشكلات العادية هي أقرب إلى أسلوب الفرد في التفكير بطريقة علمية عندما تواجهه مشكلة ما ، وعلى ذلك تعرف بأنها : كل نشاط عقلي هادف مرن بتصرف فيه الفرد بشكل منتظم في محاولة لحل المشكلة .
أ ـ إثارة المشكلة والشعور بها .
ب ـ تحديد المشكلة .
ج ـ جمع المعلومات والبيانات المتصلة بالمشكلة .
د ـ فرض الفروض المحتملة .
هـ ـ اختبار صحة الفروض واختيار الأكثر احتمالاً ليكون حل المشكلة .
2 ـ طريقة حل المشكلات بالأسلوب الابتكاري ، أو الإبداعي . divergent
أ ـ تحتاج إلى درجة عالية من الحساسية لدى التلميذ أو من يتعامل مع المشكلة في تحديدها وتحديد أبعادها لا يستطيع أن يدركها العاديون من التلاميذ / أو الأفراد ، وذلك ما أطلق عليه أحد الباحثين الحساسية للمشكلات .
ب ـ كما تحتاج أيضاً إلى درجة عالية من استنباط العلاقات واستنباط المتعلقات سواء في صياغة الفروض أو التوصل إلى الناتج الابتكاري
خطوات حل المشكلة :
1 ـ الشعور بمشكلة ذات دلالة .
2ـ تحديد المشكلة .
3 ـ فرض الفروض .
4 ـ اختبار الفروض .
5ـ اختيار أنسب الفروض .
6ـ الوصول إلى النتائج .
7 ـ تعميم النتائج عى مواقف أخرى جديدة .
معايير استخدام حل المشكلات في عملية التعليم والتعلم
ينبغي توافر مجموعة من المعايير قبل الشروع في توظيف حل المشكلات في التعليم الصفي منها:
1. قدرة المعلم على توظيف هذا الأسلوب في التعليم
2. إعداد ما يلزم من أدوات
3. اختيار الموضوعات التي يناسبها حل ق.
4. اقتراح مشكلات حقيقة واقعية ترتبط بحياة الطلبة العملية وتعمل على استثارة دافعيتهم نحو التعلم
5. تجنب المشكلات التي تمس قضايا الطلبة الشخصية أو الأسرية.
6. مناسبة التحدي في المشكلة مع مستوى الطلبة التحصيلي والنمائية
7. توافر الإمكانات اللازمة لحل المشكلة المقترحة.
8. تنظيم تعلم الطلبة في مجموعات – احياناً – لتبادل الخبرات بينهم، وتنمية روح التعاون كذلك.
9. ممارسة هذا الأسلوب بشكل ملحوظ وعدم الاقتصار على مرات محددة، لأن حل المشكلات مهارة تحتاج إلى تدريب منتظم.
10. التأكد من وجود المتطلبات السابقة قبل توظيف حل المشكلات في عملية التعليم والتعلم
11. تزويد الطلبة بمشكلات كواجب بيتي من أجل تنمية قدراتهم في استخدام حل المشكلات.
مميزات استراتيجية حل المشكلات
1ـ تنمية مهارات التفكير العليا لدى الطلاب ، خاصة مهارات حل المشكلات واتخاذ القرارات والتفكير الناقد .
2ـ زيادة قدرة الطلبة على فهم المعلومات وتذكرها لفترة طويلة .
3ـ زيادة قدرة الطلاب على تطبيق المعلومات وتوظيفها في مواقف حياتية جديدة خارج المدرسة وحل المشكلات العرضية التي تواجههم في حياتهم العملية .
4ـ إثارة الدافعية للتعلم لدى الطلاب والاستمتاع بالعمل .
5ـ تعديل البنية المعرفية لدى الطلاب وتعديل الفهم البديل (الخطأ) لديهم .
6ـ تنمية الاتجاهات العلمية وحب الاستطلاع والمواظبة على العمل من أجل حل المشكلة دون ملل أو يأس .
7ـ زيادة قدرة الطلاب على تحمل المسؤولية وعلى تحمل الفشل والغموض .
8ـ زيادة قدرة الطلاب على الاستفادة من مصادر التعليم المتنوعة والمتعددة ، بحيث لا يعتمد فقط على الكتاب الدراسي كمصدر وحيد للمعرفة .
سلبيات استراتيجية حل المشكلات :
1ـ إذا لم يكن المعلم يقظاً لنوعيات المشكلات التي يطرحها الطلاب ، ويدعون الإحساس بها فقد تأتي مشكلات تافهة لا تستحق إضاعة الوقت والجهد والعناء ، أو قد تأتي مشكلات خيالية كبرى يعجز الجميع عن حلها.
2ـ إذا لم يجر تحديد المشكلة بدقة ، وإبعادها بوضوح عن المشكلات الأخرى الغريبة عنها ،فقد يسيح البحث من الجميع ، وتضيع الجهود، ثم لايتوصل أحد إلى النتائج المرجوة .
3ـ إذا لم توزع الأدوار بين الطلاب توزيعاً صحيحاً يتماشى مع قدراتهم ومع الفروق الفردية بينهم ، فقد يعجز البعض منهم عن الوفاء بما تعهد به ، مما قد يصيب المجموعة كلها بالشلل
4ـ كذلك إذا لم توزع الأدوار بينهم توزيعاً محدداً يبين لكل منهم دوره بالضبط بحيث يكون واضح التحديد بشكل لايقبل الشك ، فإن عملهم قد يتداخل ويربك بعضهم بعضاً.
5ـ إذا لم يكن المعلم محنكاً فقد تكون المعلومات التي يجمعها الطلاب غير كافية
الأسس التربوية التي تستند إليها استراتيجية حل المشكلات :
1 ـ تتماشى استراتيجية حل المشكلات مع طبيعة عملية التعليم التي تقضي أن يوجد لدى المتعلم هدف يسعى إلى تحقيقه .
2 ـ تتفق مع مواقف البحث العلمي ، لذلك فهي تنمي روح الاستقصاء والبحث العلمي لدى الطلبة .
3 ـ تجمع في إطار واحد بين محتوى التعلم ، أو مادته ، وبين استراتيجية التعلم وطريقته ، فالمعرفة العلمية في هذه الاستراتيجية وسيلة التفكير العلمي ، ونتيجة له في الوقت نفسه .
شروط وتوظيف استراتيجة حل المشكلات :
1 ـ أن يكون المعلم نفسه قادرا على توظيف استراتيجة حل المشكلات ملما بالمبادئ والأسس اللازمة لتوظيفها .
2 ـ أن يكون المعلم قادرا على تحديد الأهداف التعليمية لكل خطوة من خطوات استراتيجية حل المشكلات .
3 ـ أن تكون المشكلة من النوع الذي ستثير الطلبة وتتحداهم ، لذا ينبغي أن تكون من النوع الذي يستثني التلقين أسلوبا لحلها .
4 ـ استخدام المعلم طريقة مناسبة لتقويم تعلم الطلاب استراتيجة حل المشكلات ، لأن كثيرا من العمليات التي يجريها الطلاب في أثناء تعلم حل المشكلات غير قابلة للملاحظة والتقويم .
5 ـ ضرورة تأكد المعلم من وضوح المتطلبات الأساسية لحل المشكلات قبل الشروع في تعلمها .
كأن يتأكد من إتقان الطلاب للمفاهيم والمبادئ الأساس التي يحتاجونها في التصدي للمشكلة المطروحة للحل .
6 ـ تنظيم الوقت التعليمي لتوفير فرص التدريب المناسب .
خصائص الخبرة في حل المشكلات :
يرى الباحثون في مجال التفكير أن حل المشكلات ليس إلا عملية يمكن تعلمها ، وإجادتها بالمراس والتدريب ، وقد ذكروا عددا من الخصائص العامة للشخص المتميز في حل المشكلات أهمها :
1 ـ الاتجاهات الإيجابية نحو المواقف الصعبة أو المشكلات ، والثقة الكبيرة بإمكانية التغلب عليها .
2 ـ الحرص على الدقة ، والعمل على فهم الحقائق والعلاقات التي تنطوي عليها المشكلة .
3 ـ تجزئة المشكلة والعمل على تحليل المشكلات والأفكار المعقدة إلى مكونات أكثر بساطة .
4 ـ التأمل في حل المشكلة ، وتجنب التخمين والتسرع في إعطاء الاستنتاجات قبل استكمال الخطوات اللازمة للوصول إلى إجابات دقيقة .
5 ـ يظهر الأشخاص المتميزون في حل المشكلات نشاطا ، وفاعلية بأشكال متعددة .
تعلم مهارة حل المشكلة :
إن مهارة حل المشكلة تتصف بأنها مهارة تجعل المتعلم يمارس دوراً جديداً يكون فيها فاعلاً ومنظماً لخبراته ومواضيع تعلمه لذلك يمكن ذكر عدد من المسوغات التي تبرر أهمية التدرب على مهارة حل المشكلة كأسلوب للتعلم وهي :
§ إن المعرفة متنوعة لذلك لا بد من تدريب الطلبة على أساليب مختلفة لمعالجة مجالات وأنواع المعرفة المختلفة .
§ إن مهارة التدريب على التفكير إحدى المهارات اللازمة التي ينبغي أن يتسلح بها أفراد المجتمع لمعالجة مشكلات مجتمعهم وتحسين ظروف حياتهم .
§ إن مهارة حل المشكلات من المهارات الضرورية لمجالات مختلفة سواء كانت مجالات حياتية ، أو مجالات الأكاديمية التكيفية .
§ إن مهارة حل المشكلات مهارة تساعد المتعلم على تحصيل المعرفة بنفسه ، وتزويده بآليات الاستقلال .
§ إن مهارة حل المشكلة تساعد المتعلم على اتخاذ قرارات هامة في حياته وتجعله يسيطر على الظروف والمواقف التي تقترحها .
ويمكن تحليل المشكلة تحليلاً مفاهيمياً يوضح جوانب المشكلة وأبعادها ، وتتضمن المشكلة :
§ سؤالاً أو موقفاً يتطلب إجابة أو تفسيراً أو معلومات أو حلاً .
§ موقفاً افتراضياً أو واقعياً يمكن اعتباره فرصة قيمة للمتعلم أو التكيف أو إبداع حل جديد لم يكن معروفاً من قبل .
§ موقفاً يواجهه الفرد عندما يحكم سلوكه دافع تحقيق هدف محدد ولا يستطيع بلوغه بما يتوافر لديه من إمكانيات .
§ الحالة التي تظهر بمثابة عائق يحول دون تحقيق غرض مائل في ذهن المتعلم مرتبط بالموقف الذي ظهر فيه العائق .
§ موقفاً يثير الحيرة والقلق والتوتر لدى المتعلم يهدف المتعلم التخلص منه .
§ موقفاً يثير حالة اختلال توازن معرفي لدى المتعلم ، يسعى المتعلم بما لديه من معرفة للوصول إلى حالة التوازن والذي
يتحقق بحصول المتعلم على المعرفة أو المهارة اللازمة .
§ مواجهة مباشرة أو غير مباشرة ، وتحديداً تتطلب من المتعلم حل الموقف بطريقة بناءة .
ويمكن تحديد مهارة حل المشكلة وفق منظور جانييه الذي ضمنه في كتابه شروط التعلم بأنها متوقع ومنطقي لتعلم المفاهيم والمبادئ ، ومهارة مولدة قادرة على توليد الأفكار والمفاهيم والمبادئ التي يتطلبها المتعلم لتحقيق درجة الإبداع .
إيجابيات استراتيجية حل المشكلات :
هناك عدد من الإيجابيات لهذه الاستراتيجية وهي :
1ـ من أهم مميزات استراتيجية التدريس هذه أنها منطقية ، حيث ترتب الأمور من البداية ترتيباً منطقياً ، منذ بداية إحساس الطلبة بالمشكلة ، وحتى توصلهم إلى معرفة حلولها ، وبالتالي فهي تعلم الطلاب الأسلوب العلمي السليم في حل المشكلات .
2ـ الجانب الإيجابي الذي يقوم الطلاب به بجعلهم يقدرون قيمة مايقومون به من عمل بالفعل خاصة إذا ما استطاعوا التوصل إلى حل لإحدى المشكلات الحقيقية ، حتى ولو كانت مشكلة بسيطة .
3ـ تعلم الطلاب المثابرة والدأب والبحث عن المعلومات في مصادرها الأصلية ،مما ينمي في شخصياتهم روح البحث العلمي منذ الصغر .
4ـ هذه الاستراتيجية التدريسية تجعل الطلاب يعيشون الواقع الحقيقي الذي يحيط بهم وبمدرستهم ، فلا ينفصلون عنه مع مدرسيهم في حجرات الدراسة وبين دفات الكتب فقط .
5ـ بما أن الطلاب سوف يتقاسمون العمل ، ثم يعودون فيجتمعون ليتناقشوا فيما جمعوا من بيانات ومعلومات فإن ذلك سوف ينمي فيهم روح التعاون البناء ، وكذا المنافسة الشريفة ، وهذه قيم تربوية قيمة ينبغي الحرص عليها .
6ـ إذا استطاع الطلاب بالفعل التوصل إلى حل لإحدى المشكلات ، فإن ذلك يضيف بعداً طيباً في تنمية المجتمع المحيط من خلال جهود طلاب المدرسة كما أنه يسعد المسؤولين المخلصين .
7ـ نجاح الطلاب في حل بعض المشكلات ، حتى ولو كانت بسيطة ، يجعل منهم مواطنين مسؤولين مهتمين بمجتمعهم ، وينمي فيهم روح المشاركة الجماعية في مستقبل أيامهم ، مما يزيح عن كاهل مجتمعاتنا عبئ وسلبية المواطنين الذين ينتظرون دوماً أن تهبط عليهم الحكومة بحلول جميع المشكلات