التعليم الالكتروني وكفاياته
خلال العقد الماضي كان هناك ثورة ضخمة في تطبيقات الكمبيوتر التعليمية ولا يزال استخدام الكمبيوتر والإنترنت في مجال التربية والتعليم تزداد يوماً بعد يوم، بل بدأ يأخذ أشكالاً عدة فمن التعليم القائم علي الكمبيوتر(Computer Based Learning) إلى استخدام الإنترنت في التعليم، أو كما يسميه البعض التعليم القائم علي الويب (Web Based Learning) أو(Online Learning)، وأخيراً ظهر مفهوم التعليم الإلكتروني(E-Learning) الذي يعتمد على التكنولوجيا لتقديم المحتوى التعليمي للمتعلم بطريقة جيدة وفعالة.
والتعليم الإلكتروني هو الثورة الحديثة في أساليب وتكنولوجيا التعليم والتي تسخّر أحدث ما تتوصل إليه التكنولوجيا من أجهزة و برامج في عمليات التعليم، بدءًا من استخدام وسائل العرض الإلكترونية لإلقاء الدروس في الفصول التقليدية واستخدام الوسائط المتعددة في عمليات التعليم داخل حجرات الدراسة، والتعلم الذاتي،وانتهاءً ببناء المدارس الذكية، والفصول الافتراضية التي تتيح للطلاب الحضور والتفاعل مع محاضرات وندوات تقام في دول أخرى من خلال تكنولوجيا الإنترنت والتليفزيون التفاعلي .
أهمية التعليم الإلكتروني:
يعد التعليم الإلكتروني من أهم أساليب التعليم الحديثة، فهو يساعد في حل مشكلة الانفجار المعرفي، والإقبال المتزايد علي التعليم، وتوسيع فرص القبول في التعليم، والتمكن من تدريب وتعليم العاملين وتأهيلهم دون ترك أعمالهم، وتعليم ربات البيوت، مما يسهم في رفع نسبة المتعلمين، والقضاء علي الأمية. ويحمل التعليم الإلكتروني القدرة الواسعة للوصول لكلا من المصادر والأفراد، فقد أصبح متاح للأفراد العديد من الفرص التعليمية.
ويهدف التعليم الإلكتروني يدعم العملية التعليمية بالتكنولوجيا التفاعلية بأفضل الأساليب التي تساعد في مواجهة العديد من التحديات التي تواجهه النظام التقليدي، مثل ازدحام قاعات الدروس، ونقص الإمكانيات، والأماكن، وعدم القدرة علي توفير جو يساعد علي الإبداع، وعدم القدرة علي مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين .
وهناك مجموعة من المتطلبات والحاجات التي فرضها علينا العصر الحالي والتي تجعل التعليم الإلكتروني ضرورة حتمية لا بديل عنه، ومن هذه الحاجات:الحاجة إلي التعليم المستمر، والحاجة إلي التعليم المرن، والحاجة إلي التواصل والانفتاح علي الآخرين. بالإضافة إلي التوجه الحالي لجعل التعليم غير مرتبط بالمكان والزمان، وتعلم مدي الحياة، وتعلم مبني علي الحاجة الحالية، وتعلم ذاتي، وتعلم قادر علي المناقشة.
ويوفر التعليم الإلكتروني بيئة تعلم تفاعلية، ويسمح للمتعلم بالدراسة في الوقت والمكان الذي يفضله، ويتيح عمل مقابلات ونقاشات مباشرة ومتزامنة عبر شبكة الإنترنت، وتوفير أحدث المعارف التي تتوافق مع احتياجات المتعلمين، بالإضافة إلي برامج المحاكاة والصور المتحركة وتمارين تفاعلية وتطبيقات عملية.
ويضاف إلي ما سبق أن التعليم الإلكتروني يساعد علي :
• حث المتعلم علي التعليم والاعتماد علي النفس، وخلق جيل من المتعلمين مسئولين عن تعلمهم.
• إتاحة المزيد من الفرص والاختيارات لتعليم كبار السن.
• رفع العائد من الاستثمار بتقليل تكلفة التعليم.
• كسر الحواجز النفسية بين المعلم والمتعلم.
• إشباع حاجات وخصائص المتعلم.
• خلق نظام ديناميكي حيوي يتأثر بشكل مباشر بأحداث العالم الخارجي.
ويتميز التعليم الإلكتروني بعدة خصائص تجعله يتفوق عن غيره من أساليب التعليم ومن تلك الخصائص:
- التعاونية: حيث يتيح الفرصة أمام المتعلم للتعاون مع مختلف الزملاء في مختلف الأماكن لإنجاز بعض المهام التعليمية، كما يتيح الفرصة أمام المعلم للتعاون مع زملائه لتبادل الخبرات والتجارب الناجحة والآراء.
- المرونة: يتيح التعليم الإلكتروني مرونة في اختيار كل من الوقت والمكان الذي يتناسب مع رغبات المتعلمين وميولهم التعليمية، كما يتيح الفرصة لاختيار الأنشطة التعليمية التي تناسب ميولهم وقدراتهم.
- التعليم المستمر: بإمكان الأفراد الاستمرار في التعليم مدي الحياة من خلال التعليم الإلكتروني، حيث يتيح الفرصة أمامهم للاستمرار في التعليم ومتابعة التجديدات والتطورات من حولهم، وفي نفس الوقت يستمروا في عملهم.
- المواءمة التعليمية: يختار المتعلم الطريقة المناسبة لخبراته التعليمية السابقة، وكذلك ينتقي الأنشطة التعليمية التي تتوافق مع مستواه التعليمي وتساعده علي استرجاع الخبرات السابقة.
- التفاعلية: يتيح التعليم الإلكتروني مستويات من التفاعلية لا تتوافر بنفس الدرجة في أي أسلوب تعليمي أخر.
- التحديث والتطوير: يسهل في التعليم الإلكتروني عملية التحديث والتطوير للمحتوي الذي يقدمه مقارنة بالطرقة التقليدية.
- خفض التكلفة الاقتصادية: يوفر التعليم الإلكتروني تكلفة السفر، والانتقال إلي الجامعات العالمية للنظام في الدراسة، فيمكن للمتعلم من بيته الانتظام في الدراسة في أي جامعة يختارها دون السفر إليها.
دور المعلم فى التعليم الإلكتروني:
يعد التعليم الإلكتروني نوعا من أنواع التعليم من بعد، فهو يختلف من حيث طبيعة العملية التعليمية، والمضمون، والمنهجية، والتقويم. وفيما يتعلق بدور المتعلم ففى التعليم من بعد هذا الدور سلبى، إذ يتلقى المعلومات دون أن يشارك فى الدرس أو يتفاعل مع المادة التعليمية، أما فى التعليم الإلكتروني فهو أكثر إيجابية حيث يشارك فى العملية التعليمية خطوة خطوة فالمتعلم يرى المعلم على شاشة الكمبيوتر و يتفاعل معه من خلال البريد الإلكتروني و الحوارات المباشرة و يجيب المتعلم عن كل سؤال يوجه إليه و يتلقى تعزيز لإجابته الصحيحة.
وفيما يتعلق بالمادة التعليمية فى التعليم من بعد فهى معدة لجميع الأفراد بغض النظر عن قدرات المتعلمين، بينما يتغير محتواها وطريقة عرضها فى التعليم الإلكتروني وفقا لقدرات المتعلم واحتياجاته الحالية والمستقبلية، وهذا يتوافق مع مبدأ تفريد التعليم.
ومن حيث التقويم فإن معظم أنماط التعليم من بعد تقوم ما أنجزه المتعلمين فى نهاية البرنامج، بينما التقويم فى التعليم الإلكتروني هو طريقة منتظمة مستمرة لجمع المعلومات عن تأثير التعليم و فعاليته، بحيث تستخدم نتائج التقويم لتحسين التعليم، أو لمعرفة ما إذا كان المتعلم قد حقق أغراضه، أو لقياس قيمة التعليم الإلكتروني للمؤسسة التى استخدمته.
مما سبق يتضح أن المعلم كان يقضى الوقت فى الشرح والإيضاح والمتعلم فقط متلقى للمعلومات بعد ذلك تغيرت الأدوار فأصبح المعلم دوره متدرج كلما اكتسب المتعلم خبرة. فبعد أن كان المعلم هو المركز فى عملية التعليم تحول دوره ليسهل و يساعد المتعلم على الاكتشاف.
بذلك يتضح أن دور المعلم تطور من كونه ناقلا للمعرفة والمعلومات إلى أن أصبح معاونا مساعدا وناصحا بعد ذلك تحول الدور لمدرب وموجه في حل المشكلات، والآن أصبح الدور هو الإرشاد.
ويلعب المعلم في عصر الإنترنت أدواراً جديدة ترتكز علي تخطيط العملية التعليمية وتصميمها وإعدادها، علاوة علي كونه باحثاً ومساعداً وموجهاً وتكنولوجياً ومصمماً ومديراً ومبسطاً للمحتوي والعمليات، فالمعلم في التعليم الإلكتروني يحاول مساعدة المتعلمين في الاعتماد علي أنفسهم، بدلا من اكتفائهم باستقبال المعلومات، وبذلك تطبق النظريات الحديثة المتمركزة حول المتعلم والتي تحقق أسلوب التعليم الذاتي.
الكفايات التي يجب توافرها في معلم التعليم الإلكتروني:
أولاً: كفايات تصميم التعليم: لقد أصبح لزاماً علي المعلم في التعليم الإلكتروني أن يتزود بمهارات المصمم التعليمي، لكي يتسني له تصميم المادة الدراسية التي يدرسها سواء في نظام التعليم التقليدي أو التعليم الإلكتروني، وهذا يتطلب توفير البرامج التدريبية لتنمية مهارات التصميم التعليمي، المتعلقة بكيفية إعداد البرامج التعليمية والمناهج الدراسية والمشروعات والدروس التعليمية، بشكل يكفل تحقيق الأهداف التعليمية، وبالتالي يقع علي عاتق معلمي التعليم الإلكتروني مسئولية الإلمام بكل ما هو حديث في مجال التربية، من نظريات في علم النفس والمناهج وطرق التدريس وأساليب التقويم وكيفية عرض المادة التعليمية بأساليب ممتعة ومناسبة لمستوي المتعلم، مع إخراج المادة التعليمية بأسلوب شيق، وألوان وأشكال متناسقة، إلي جانب ذلك عليه الإلمام بكل ما هو جديد في التعليم الإلكتروني، والإنترنت وبخاصة في مجال تصميم المواقع والصفحات والوسائط المتعددة بكافة أنواعها، وما هو جديد في عالم الاتصالات وكيفية استخدامه، وكيفية الحصول علي المعلومات والمعارف من مصادر جيدة، وهذا ينعكس بالطبع بشكل مباشر علي إنجاز المتعلمين الأكاديمي، لأن المعلمين الذين يمارسون تصميم التعليم سيكون لديهم جودة عالية في طريقة التعليم، مما يؤدي إلي جودة عالية في مستوي المتعلمين وتحصيلهم.
ثانياً: كفايات توظيف التكنولوجيا: تطورت تكنولوجيا التعليم الإلكتروني بشكل سريع، وحدث تغير هائل في عرض المعلومات من حيث ترميزها ونقلها وأصبح الدور الرئيسي لمعلمي التعليم الإلكتروني يتطلب استخدام الأجهزة الخاصة بتكنولوجيا التعليم والمعلومات، وأصبح دور المعلم الذي يستخدم التكنولوجيا في التعليم سواء كان ذلك في التعليم التقليدي أو التعليم الإلكتروني يتلخص في:
- دور قائم باستخدام الوسائط التعليمية
- دور المشجع للتفاعل في العملية التعليمية
- دور المشجع علي اكتساب المعرفة والإبداع.
ويضاف إلي ما سبق:
يجب أن يتوافر في المعلم المؤهل الدراسي لنفس مستوي البرنامج الدراسي وموضوعه، فلا يتطلب من المعلم في التعليم الإلكتروني إن يمتلك عدداً كبيراً من المؤهلات أو سنوات طويلة من الخبرة، كما أنه ليس بالضرورة أن يكون المعلم خبيراً في مواد البرنامج الدراسي، فالمطلوب من المعلم أن يكون فاهماً للأدوار المنوطة به، وأن يكون علي استعداد للتدريب، ومن الطبيعي أن يتمتع هؤلاء المعلمون بمهارات مقبولة في استخدام لوحة المفاتيح، وكذلك الخبرة في استخدام الكمبيوتر والإنترنت؛
ويمكن تلخيص الكفايات الأساسية لمعلم التعليم الإلكتروني في الآتى:
1- فهم العمليات عبر التعليم الإلكتروني.
2- المهارات الفنية.
3- مهارات الاتصال عبر الإنترنت
4- الخبرة في محتوي البرامج الدراسية.
5- المميزات الشخصية.
ففى التعليم التقليدى يحدث تفاعل بين المتعلمين، وهنا التعليم يكون وجها لوجه، أما حديثا أصبح وضع المتعلم هو مركز العملية التعليمية، والمتعلم في التعليم الإلكتروني هو متعلم حقيقى لكنه يتعلم فى بيئة إلكترونية.
وتوجد ستة شروط لنجاح العملية التعليمية الإلكترونية هي:
1- تحديد الأهداف التعليمية الواجب تحقيقها بدلا من المادة التي يجب تعلمها أو حفظها.
2- قبول إجابات وأفكار ونتائج متنوعة بدلا من نتيجة واحدة للجميع.
3- إنتاج المعرفة بدلا من توصيل المعرفة ونقلها، لأنه في حالة توصيل المعرفة فغن الشبكة الإلكترونية لن تختلف دورها عن البريد العادي، إلا إنها أسرع.
4- تقويم المهمة التعليمية التعلمية بدلاً من تقويم مستوي المعرفة.
5- بناء فرق تعليمية ( مجموعات تعاونية) بدلاً من العمل المنفرد لتعميق الحوار والنقاش بين المتعلمين.
6- تشجيع المجموعات العالمية بدلاً من المحلية.
السمات الشخصية للمعلم والطالب والمهارات المتطلبة في بيئة التعلم الإلكتروني
1. سمات شخصية المعلم والمهارات المتطلبة في بيئة التعلم الإلكتروني:
الانتقال من التعليم التقليدي إلى التعليم الإلكتروني يتطلب من أعضاء هيئة التدريس تنمية وتطوير قدراتهم وكفاءاتهم وزيادة الحاجة للتدريب المكثف والمستمر، ويستلزم هذا سمات شخصية وبعض المهارات، التي يمكن تحددها فيما يلي:
الدافعية Motivation.
الثقة بالنفس . Self-Confidence
المثابرة Initiative/المرونة .Flexibility
الالتزام Commitment
ضبط النفس .Self-Discipline
مهارات إدارة الوقت .Time Management Skills
التخطيط المستقبلي Forward Planning.
مهارات الاتصال الفعال .Effective Communication Skills
القدرة على تحمل مسؤولية التعلم . Take Responsibility
مهارات القراءة النقدية وتسجيل الملاحظات .Critical reading and Registration Remarks Skills
مهارات استرجاع المعلومات Information Retrieval Skills.
مهارات تكنولوجيا المعلومات IT Skills.
مهارات التسجيل الفعال للمعلومات Effective Record-keeping.
التعامل مع المصادر الإلكترونيةE-Resources .
البحث القائم الإستراتيجيات Research Based Strategies
اتخاذ القرارات التعليمية Make Instructional Decisions
التنوع في التعليم حسب الفروق الفردية للمتعلمين.
تقييم أداء الطالبAssessing Student Performance .
تحليل وتفسير البيانات، والتوصل إلى النتائج.
2. سمات شخصية الطالب والمهارات المتطلبة في بيئة التعلم الإلكتروني:
سمات شخصية والمهارات المطلوبة من الطلاب في نظام التعلم الإلكتروني يمكن توضيحها فيما يلي:
الدافعية Motivation.
الثقة بالنفس .Self-Confidence
المثابرة .Initiative
الالتزام .Commitment
مهارات القراءة .Reading Skills
مهارات الكتابة.Writing Skills
مهارات الكمبيوتر .Computer Skills
مهارات تكنولوجيا المعلومات IT Skills.
مهارات الاتصال الفعال .Effective Communication Skills
مهارات إدارة الوقت .Time Management Skills
القدرة على تحمل مسؤولية التعلم .Take Responsibility
مهارات القراءة النقدية .Critical Reading Skills
مهارات استرجاع المعلومات Information Retrieval Skills
شkeeping.
التعامل مع المصادر الإلكترونيةE-Resources
مهارات البحث Research skills.
اتخاذ القرارات التعليمية Instructional Decisions.
التنوع في التعليم حسب الفروق الفردية للمتعلمين.
تقييم الذات .Self-Assessment
التخطيط Planning.